الحــوار وتغييــر قواعد المشاركة
د.نسيب حطيط
يشكل الحوار الوطني، الطريق الصحيح لجمع القوى القادرة والمؤثرة إيجابيا وسلبيا، موالاة ومعارضة إذا لم يقتصر على الذين وصلوا إلى المجلس النيابي ، ويستدرك ثغرة استبعاد الأحزاب السياسية التي تمثل قواعد شعبية و تمتلك تاريخا وطنيا في المقاومة ومواجهة مشاريع التقسيم وحتى في الحراك الشعبي الإجتماعي .
وإذا كانت الظروف الإستثنائية قد فرضت مواصفات معينة للمدعوين عندما دعا الرئيس نبيه بري للحوار فإن الوقائع والأحداث التي تعصف بالمنطقة ولبنان ،تفرض إعادة النظر بالمواصفات التي تحكم الحوار وتوسيع مروحة المشاركين لحصاد أفضل وإغناء للحوار بأفكار ناضجة وهنا نطرح السؤال؟ إذا كان الحوار وطنيا فأي قاعدة ستعتمد في دعوة المشاركين؟.
- هل التمثيل الطائفي الواضح أمل التمثيل الحزبي؟..هل على اساس الإصطفاف بين 14و8أذار؟.هل سيعتمد حجم التمثيل النيابي(4نواب وما فوق)؟.هل هو خليط من كل هذه العناوين؟.هل سيعتمد(اللقب)السابق رئيس حكومة – رئيس مجلس – رئيس جمهورية؟.
مـا هـية العناويـن والموضوعــات..؟.
من هو العدو للبنان سوريا أم إسرائيل أم إيران؟.ماهي الإستراتيجية الدفاعية وضد من؟.
هل المطلوب نزع سلاح المقاومة كمطلب داخلي مع ان المستفيد الأوحد هو العدو الإسرائيلي؟.هل يناقش الوضع الإجتماعي والإقتصادي للبنان ...أم مشروع الإنتخابات النيابية؟.
العلاقات اللبنانية الخارجية وخاصة السورية والعربية؟.
فإذا كان عنوان الحوار الإسترتيجية الدفاعية فهل من العدالة دعوة القوى التي تحالفت مع إسرائيل منذ العام1975 لتشارك في صناعة كيفية قتال إسرائيل والدفاع عن لبنان وإهمال القوى السياسية التي شاركت في المقاومة الوطنية ضد إسرائيل؟.
هل يمكن مناقشة سلاح المقاومة ضد إسرائيل مع من كان سلاحه وآلياته إسرائيليا، والأليات التي صادرها الجيش اللبناني بعد إتفاق الطائف وحل الميليشيات شاهد على ذلك عبر الأليات الإسرائيلية( كمنكار ) بينما تستبعد القوى التي صادرت بنادق جنود الاحتلال بعد قتلهم على أرض الجنوب؟.
صحيح أن الحوار يقوم بين طرفين مختلفين لتثبيت القواسم المشتركة ،لكن لا يكون الحوار حول الثوابت الوطنية والإنسانية فمن يرى إسرائيل جارا وليست عدوا.... ليس وطنيا ولا حتى إنسانيا فالمحتل ظالم واللاجئ مظلوم حتى تتحرر أرضه.
من الثوابت الوطنية أن العمالة لإسرائيل خيانة وليست وجهة نظر أو موقفا سياسيا ومن الثوابت الإنسانية والطبيعية أن المقاومة واجب وحق كل مظلوم ومستضعف وليست مغامرة!.
والأسوأ من ذلك أن المتحالفين مع المشروع الأميركي لا يخجلون من طرح شعار حصر الحوار(بالسلاح المقاوم)وأهل الجنوب الذين ذاقوا المرارة طوال سنين بعد احتلال فلسطين والجنوب قصفا وقتلا وعذابات وخسائر، يقولون للجميع ولمن يمثلهم من القوى السياسية أن من يتخلى عن المقاومة والسلاح فلا يليق به تمثيل أهل الجنوب ومن يتخلى عن السلاح المقاوم سيبقى وحيدا معزولا من أهل الجنوب فقد قال الإمام الصدر أعاده الله( لا نقبل أن يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألما) حتى وصلنا إلى شعار لا نقبل أن ترتاح إسرائيل ويبقى لبنان جريحا.
لذا فإننا ندعو لتحويل الحوار لمؤتمر الى (مؤتمر وطني تأسيسي) يبحث في العقد الوطني العام والذي ينادي به البطريرك الراعي وجميع المسؤولين اعتراض منهم على الطائف، كبديل عن الثورات الشعبية وحتى يتحول الحوار(ثورة بيضاء)يقوم بها ممثلو القوى السياسية والشعبية ولا بد من بحث العناوين التالية:
- الإستراتيجية الدفاعية على أساس العداء لإسرائيل.
- إلغاء الطائفية السياسية مع حفظ حقوق كل اللبنانيين وهواجسهم .
- الإقتصاد الوطني ومشكلة الدين العام.
فهل يبادر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى تغير قواعد المشاركة في الحوار لبناء الوطن بمشاركة الجميع، ليصبح وطنيا ، فكثيرا ما يكون الوطني والمقاوم خارج التمثيل الرسمي والألقاب،خاصة وان المتحالفين مع المشروع الأميركي يرفضون الحوار ويهددون باستبداله بالشارع مع تداعياته الخطيرة على الجميع؟